{الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3)}قوله تعالى: {الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ} أي القيامة والساعة، كذا قال عامة المفسرين. وذلك أنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها. واهل اللغة يقولون: تقول العرب قرعتهم القارعة، وفقرتهم الفاقرة، إذا وقع بهم أمر فظيع. قال ابن أحمر:وقارعة من الأيام لولا *** سبيلهم لزاحت عنك حيناوقال آخر:متى تقرع بمروتكم نسؤكم *** ولم توقد لنا في القدر ناروقال تعالى: {وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ} [الرعد: 31] وهي الشديدة من شدائد الدهر. قوله تعالى: {مَا الْقارِعَةُ} استفهام، أي أي شيء هي القارعة؟ وكذا {وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ} كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها، كما قال: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1] على ما تقدم.